تعريف شخصية الامام علي ابن ابي طالب

تعريف بشخصية علي بن ابي طالب رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه ولعنة الله على أعداءهم أجمعين الى يوم الدين.

من هو علي بن أبي طالب؟
إجتمع لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من صفات الكمال، ومحمود الشمائل، والخلال، وسناء الحسب وباذخ الشرف، مع الفطرة النقية، والنفس المرضية، ما لم يتهيأ لغيره من أفذاذ الرجال. تحدر من أكرم المناسب، وإنتمى إلى أطيب الأعراق، فأبوه أبو طالب عظيم المشيخة من قريش. وجده عبد المطلب أمير مكة وسيد البطحاء ثم هو قبل من هامات بني هاشم وأعيانهم، وبنو هاشم كانوا كما وصفهم الجاحظ: " ملح الأرض، وزينة الدنيا، وحلى العالم، والسنام الأضخم، والكاهل الأعظم، ولباب كل جوهر كريم، وشر كل عنصر شريف، والطينة البيضاء، والمغرس المبارك والنصاب الوثيق، ومعدن الفهم، وينبوع العلم. " واختص بقرابته القريبة من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فكان ابن عمه، وزوج ابنته فاطمة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمفاطمة سيدة نساء أهل الجنة) وأحب عترته إليه، كما كان كاتب وحيه، وأقرب الناس إلى فصاحته، وبلاغته، وأحفظهم لقوله وجوامع كلمه، أسلم على يديه صبيا قبل أن يمس قلبه عقيدة سابقة أو يخالط عقله شوب من شرك موروث، ولازمه فتيا يافعا، في غدوه ورواحه وسلمه وحربه، حتى تخلق بأخلاقه، واتسم بصفاته وفقه عنه الدين، وثقف ما نزل به الروح الامين، فكان من أفقه أصحابه وأقضاهم، وأحفظهم وأوعاهم، وأدقهم في الفتيا، وأقربهم إلى الصواب، وحتى قال فيه عمر رضي الله عنه: لابقيت لمعضلة ليس فيها أبو الحسن، وكانت حياته كلها مفعمة بالأحداث، مليئة بجلائل الأمور، فعلى عهد الرسول عليه صلى الله عليه وآله وسلم، ناضل المشركين واليهود، فكان فارس الحلبة ومسعر الميدان صليب النبع جميع الفؤاد. ذلك هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

مواقفه وبطولاته
إن من أول مواقفه رضي الله عنه هي مبيته في فراش النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة يوم هجرة الرسول الى المدينة المنورة فلما عزم المشركون على قتل النبي تفاجئوا بوجود علي في فراشه وبهذا العمل إفتدى الرسول بنفسه وهو ما لم يكن في الجاهلية فأستغرب المشركون من هذا الإفتداء لأن النفس عندهم هي أول شئ وكذلك مشاركته في معركة بدر وقد كان من أسباب إنتصار المسلمين في هذه المعركة وكذلك مبارزته وقتله لعمرو بن عبد ود العامري يوم الخندق عندما عبر بن ود الخندق وقال لرسول الله يا محمد هل فيكم من يبارزني؟ وقد كان بن ود معروفا بشجاعته فخاطب الرسول صلى الله عليه وآله المسلمين وقال: من يخرج له فلم يجبه غير علي رضي الله عنه وقد برز له ابن أبي طالب وصرعه وكان له الدور البارز في بث الرعب في جيش الأحزاب بهذه المعركة ومن المواقف التي إنفرد بها رضي الله عنه هي فتح خيبر حيث عجز المسلمون عن ذلك وقد كان علي أرمد العين ولم يشترك في القتال وعندما باءت محاولات المسلمين في فتح خيبر قال الرسول لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله). فبات الناس ليلتهم: أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجونه، فقال: (أين علي).فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه، فقال: أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: (إنفذ على رسلك حتى تترل بساحتهم، ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله رجلا بك، خير لك من أن يكون لك حمرالنعم).(رواه البخاري)

بعض الايات النازلة بحق علي رضي الله عنه

وكذلك في تفسير الآية{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا(33)} (الاحزاب) عن شداد ابو عمار قال :دخلت على واثلة بن الأسقع وعنده قوم فذكروا عليا رضي الله عنه فلما قاموا قال لي ألا أخبرك بما رأيت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟قلت :بلى. قال:أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت توجه الى رسول الله فجلست أنتظره حتى جاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعه علي وحسن وحسين آخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة وأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال كساءه ثم تلا هذه الآية:{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}(اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق).تفسير أبن كثير.

وكذلك في تفسير الآية{فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين(61)}آل عمران. عن جابر قال:قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم العاقب والطيب فدعاهما الى الملاعنة فواعداه على أن يلاعناه الغداة.قال:فغدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل أليهما فأبيا أن يجيئا وأقرا بالخراج قال:فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والذي بعثني بالحق لو قالا :لا،لأمطر عليهم الوادي نارا) قال جابر:فيهم نزلت {ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}.قال جابر{أنفسنا وأنفسكم}:رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن أبي طالب .و{أبناءنا}:الحسن والحسين{ونساءنا}:فاطمة.تفسير ابن كثير.

وكذلك في تفسير الآية{قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى(23)}.
الشورى. عن حنش قال: سمعت أبا ذر وهو آخذ بحلقة الباب يقول:من عرفني فقد عرفني،ومن لم أنكرني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقولإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من دخلها نجا،ومن تخلف عنها هلك).

بعض الأحاديث في علي رضي الله عنه
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعليأنت مني وأنا منك).رواه البخاري.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم لعليأنت مني بمنزلة هارون من موسى ،الا أنه لا نبي بعدي). رواه مسلم.
عن زيد :قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قالأما بعد،ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين:أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور،فخذوا بكتاب الله وأستمسكوا فيه) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قالوأهل بيتي،أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي).فقال له الحصين:ومن أهل بيته؟يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال:نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده.قال:ومن هم؟ قال:هم آل علي وآل عقيل وآلجعفر وآل عباس.قال :كل هؤلاء حرم الصدقة. قال:نعم.رواه مسلم.